نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
المستكبرون؛ فيحتاجون إلى الدفاع عن أنفسهم.
ومثلها إيجابه على نفسه ـ رحمة منه وفضلا ـ إدخال
المجاهدين المضحين بأنفسهم في سبيل الحق والعدالة، ومواجهة الظلم والاستبداد الجنة،
كما قال تعالى:﴿ إِنَّ
الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ
الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً
عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى
بِعَهْدِهِ مِنَ الله فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ
وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة:111)،
وهي من القيم الثابتة التي تسلم لها العقول؛ فالمضحي بنفسه في سبيل الحق والعدل
يستحق كل ذلك التكريم..
ولذلك كان ما ذكرته ـ أيها المريد الصادق ـ عن
أولئك الذين جوزوا لله تعالى تعذيب المطيع وتكريم العاصي منافيا لكل ما ورد في
القرآن الكريم من الجزاء المعد المحسنين، والعقاب المعد للمسيئين، وهو مما يؤثر في
المعرفة بالله والرضا عنه وعدم التسليم له باعتباره العدل المطلق.
وقد ورد في الحديث قوله a لبعض
أصحابه:(أتدري ما حق الله على عباده) قال:(الله ورسوله أعلم) قال:(حقه عليهم أن
يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)، فقال:(أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك)،
قال:(الله ورسوله أعلم) قال:(حقهم عليه أن لا يعذبهم بالنار)([177])
فهذا الحديث يشير إلى أن هناك عقدا بين الله وعباده،
وأن من أوفى منهم بعقده، أوفى الله له بما وعده به.
وهكذا ترد في الأحاديث الكثيرة وعود الله تعالى
لعباده، بصيغة الحق الواجب عليه، الذي أوجبه على نفسه، ولا تبديل لكلماته، ومن ذلك
وعده بأن يضع ما ارتفع من أمور