responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 121

ومثل ذلك تفسير بعضهم لها بإِعمال القدرة والسلطنة، وقالوا: (إِنَّا لا نتصور لإِرادته تعالى معنى غير إِعمال القدرة والسلطَنَة، ولما كانت سلطنته تعالى تامة من جميع الجهات والنواحي، ولا يتصور النقص فيها أَبداً، فبطبيعة الحال يتحقق الفعل في الخارج ويوجد صرْفُ إِعمال القدرة من دون توقفه على أيّة مقدمة أخرى، كما هو مقتضى قوله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82])

والجواب على هذا من ضمن الإشكال نفسه، ذلك أنه يقال لهؤلاء: (إِنَّ إعمال القدرة والسلطنة إِما إِختياريُّ له سبحانه أو اضطراريٌّ، ولا سبيل إلى الثاني لأَنه يستلزم أنْ يكون تعالى فاعلا مضطراً ولا يصح توصيفه بالقدرة ولا تسميته بالقادر، وعلى الأَول، فما هو مِلاك كونه فاعلا مختاراً؟.. فلا بد أن يكون هناك قبل إعمال السلطنة وتنفيذ القدرة شيءٌ يدور عليه كونه فاعلا مختاراً، فلا يصح الأَكتفاء بإِعمال القدرة)

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فسلم لربك كل صفات كماله، ولا تنازعه بعقلك، ولا تبحث عن تصور لذلك.. فيكفيك تعقل عقلك لها، ولا حاجة لتصور كيفيتها؛ فكل صفات الله تابعة لذاته، وهي مما يستحيل إدراكه.

لكن مع ذلك إياك أن تتوهم أن إرادة الله كإرادة البشر، تحتاج إلى ترو وتأن وتفكير وتدبر؛ فالله أعظم من ذلك كله، وقد روي أن بعضهم قال للإمام الصادق: (لم يَزَل الله مريداً؟)، فرد عليه الإمام: (إِنَّ المريد لا يكون إلاّ لمراد معه، لم يزل الله عالماً قادراً، ثم أراد)([174])

وقال الإمام الرضا: (الإِرادة من الخلق الضمير، وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل، وأما من الله تعالى فإِرادته، إحداثه لا غير ذلك، لأنه لا يُروّي ولا يَهمّ ولا يتفكّر، وهذه


[174] الكافي ج 1، ص 109.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست