نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104
هو لا يشعرها بذلك فقط، وإنما يجعلها تقبل على كل الأعمال الصالحة بعيدا
عن الرياء والسمعة والأمراض النفسية، لأن الذي يراها ويصاحبها في ذلك العلم هو
ربها سبحانه وتعالى.
وهكذا يخبرنا الله تعالى في آيات كثيرة عن شمولية علمه لعالم الغيب
والشهادة، وما بطن وما ظهر، وليس كعلم الخلائق الذين لا تتاح لهم إلا بعض الظواهر
البسيطة المحدودة، كما قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الروم: 7]
وهكذا يبين القرآن
الكريم سعة العلم الإلهي، وكونه محيطا بكل شيء، دقيقه وجليله، وأوله وآخره،
وعاقبته وفاتحته، لا نهاية لمعلوماته ولا حصر لها، كما قال تعالى على لسان نبيه
شعيب عليه السلام:﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾ (الأعراف:
89)
ولهذا نرى اقتران اسم
الله [العليم] باسمه [الواسع] ليدل على أن سعة علم الله مقترنة مع سعة فضله
وتصريفه وقيوميته، قال تعالى:﴿ وَلله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله إِنَّ الله وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾
(البقرة:115)
وقال عن هبة
الملك:﴿ وَالله يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ
عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 247)
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104