نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105
وقال عن مضاعفة
الأجور:﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله
كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ
حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾
(البقرة:261)
وقال عن هبة المغفرة والفضل:﴿
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَالله
يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾
(البقرة:268)
وهكذا في كل آي القرآن
الكريم، حتى في الآية التي ورد فيها اسم الواسع مضافا قرن بالعلم، قال
تعالى:﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ
إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ
أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ
أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾
(النجم:32)، فقد قرن تعالى في هذه الآية بين سعة مغفرته وبين علمه بخلقه.
فلذلك لا نهاية لمعرفة
الله ولا حد لها، لأن (كل سعة وإن عظمت فتنتهي إلى طرف، والذي لا ينتهي إلى طرف،
فهو أحق باسم السعة، والله سبحانه وتعالى هو الواسع المطلق، لأن كل واسع بالإضافة
إلى ما هو أوسع منه ضيق وكل سعة تنتهي إلى طرف، فالزيادة عليه متصورة وما لا نهاية
له ولا طرف فلا يتصور عليه زيادة)([158])
وانطلاقا من هذا يبث
القرآن الكريم في روع المؤمنين الأوصاف الكثيرة الدالة على هذه السعة التي لا حدود
تنتهي إليها، ويجعل ذلك في كثير من الفواصل القرآنية لتكون برهانا على ما اشتملت
عليه الآية من أمر أو تدبير، ومن ذلك قوله تعالى:﴿ إِنَّ الله بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (الأنفال: 75) الذي ورد في فاصلة عشرين موضعا في القرآن
الكريم.
وغيرها من المواضع القرآنية الكثيرة التي تصف علم الله تعالى، لتملأ
المؤمن طمأنينة