نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 426
الصائم
أطيب عند الله عزّ وجل من ريح المسك.. والصائم يفرح بفرحتين: (حين يفطر فيطعم
ويشرب، وحين يلقاني فأُدخله الجنة)([912])
وقال:
(ما من صائمٍ يحضر قوماً يطعمون إلا سبّحت أعضاؤه، وكانت صلاة الملائكة عليه،
وكانت صلاتهم له استغفاراً)([913])
ويتأكد
فضل صيام النافلة في الحر الشديد، وقد قال الإمام الصادق: (من صام يوماً في الحرّ
فأصاب ظمأ، وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشّرونه، حتى إذا أفطر قال الله عزّ
وجلّ: (ما أطيب ريحك وروحك..يا ملائكتي، اشهدوا أني قد غفرت له)([914])
وهذا
لا يعني عدم فضل الصيام في الأيام الباردة، ففي الحديث عن رسول الله a أنه
قال: (الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء)([915])
وقال
الإمام الصادق: (الشتاء ربيع المؤمن: (يطول فيه ليله، فيستعين به على قيامه، ويقصر
فيه نهاره، فيستعين به على صيامه)([916])
ولصيام
النافلة طرق كثيرة، يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تختار منها ما يناسبك، وقد
روي في الحديث أن رسول الله a (كان أكثر ما يصوم من الشهور شعبان، وكان يصوم كثيرا من الايام
والشهور تطوعا، وكان يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم، وكان ربما
صام يوما وأفطر يوما، ويقول: هو أشد الصيام وهو صيام داود عليه السلام وإنه كان
كثيرا ما يصوم أيام البيض، وهي يوم ثلاثة عشر ويوم أربعة عشر، ويوم النصف من
الشهر، وكان ربما صام رجبا وشعبان