وكان
يقول: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام وأحب الصيام إلى الله صيام داود
وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما) ([918])
وذلك
بشرط ألا يضعفه الصوم عن أداء واجباته، كما ورد في رواية أخرى من الحديث: (كان
يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى) ([919])
ومن
تلك الأيام التي ورد لها فضل خاص، صوم يومي الاثنين والخميس، فقد روي أن رسول الله
a كان
يتحرى صيام الاثنين والخميس([920])، وعندما سئل عن سبب ذلك قال (ذانك
يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائمٌ) ([921])، وعندما سئل عن صوم الاثنين
قال: (فيه ولدت وفيه أنزل علي) ([922])
ومنها
صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وقد ورد الترغيب الشديد فيها، وفي قضائها عند فواتها،
بل الفدية لمن عجر عن صيامها، فعن أبي ذر قال: قال لي رسول الله a إذا صمت شيئا من الشهر فصم
ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة) ([923])
و
قال الإمام علي: (صيام شهر الصبر وثلاثة أيّام من كلّ شهر يذهب ببلابل الصدر، وصيام
ثلاثة أيّام في كلّ شهر صيام الدّهر، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: ﴿مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ