نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 395
ووصفهم عبد الله
بن مسعود فقال: (في آخر الزمان يكثر الحاج بلا سبب، يهون عليهم السفر، ويبسط لهم
في الزرق، ويرجعون محرومين مسلوبين، يهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار، وجاره
مأسور إلى جنبه لا يواسيه)([819])
وهذا
لا يعني ـ أيها المريد الصادق ـ أن يترك المؤمن الحج الذي وجب عليه، والذي هو في
استطاعته؛ والذي يتحقق بحجة واحدة في العمر؛ فذلك شأن آخر، ولكن مع ذلك يحتاج إلى
أن ينظر في كل ما يرتبط بحجه، واستطاعته، وآثارها على نفسه وأهله.. فالله تعالى لم
يكلف الحاج بأن يفرط في كل الحقوق الواجبة عليه من أجل زيارة بيته.
ولهذا،
فإن أول واجب في الحج مراعاة النفقة، وكونها من حلال؛ فلا يمكن أن يزكي الحج شخصا
أداه بمال حرام، كما قال الشاعر:
إذا حججت بمال
أصله سحت فما حججت ولكن حجت العير
وقد
ورد في الحديث أن النبي a حمل جهازه على راحتله، وقال: (هذه حجة لارياء فيها ولا سمعة)، ثم
قال: (من تجهز وفي جهازه علم حرام لم يقبل الله منه الحج) ([820])
وقال:
(إذا خرج الخارج حاجا بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز، ونادى: لبيك اللهم لبيك،
ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير
مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة، فوضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك، ناداه مناد من
السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور) ([821])