ولهذا
يجتهد الصالحون في إخفاء صدقاتهم حرصا على الأجور العظيمة المرتبطة بنفقة السر،
وقد قال بعضهم يصف ذلك: (بالغ في فضل الإخفاء جماعة حتّى اجتهدوا أن لا يعرف
القابض المعطي، فكان بعضهم يلقيه في يد أعمى، وبعضهم يلقيه في طريق الفقير وفي
موضع جلوسه حيث يراه ولا يرى المعطي، وبعضهم كان يصرّه في ثوب الفقير وهو نائم،
وبعضهم كان يوصل إلى يد الفقير على يد غيره بحيث لا يعرف المعطي، وكان يستكتم
المتوسّط شأنه ويوصيه بأن لا يفشيه، كلّ ذلك توصلا إلى إطفاء غضب الربّ واحترازا
من الرياء والسمعة)
([767])
لكن
الأحسن من كل ذلك تسليمه للموثوق بهم من الجمعيات الخيرية، التي تتولى
[763] رواه أحمد والطبراني في الكبير كما في
مجمع الزوائد ج 5 ص 115.