نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 376
تقسيم الصدقات على الفقراء والمساكين
بحسب استحقاقهم، ذلك أن من النتائج السلبية لكتمان النفقة، أن الكثير من المنفقين
قد يتوجه بنفقته نحو فقير واحد، وهو ما يحرم غيرهم.
لكن ذلك ـ أيها المريد الصادق
ـ ليس على إطلاقه؛ فقد تقتضي المصلحة أن يعلن المنفق بنفقته، لكن لا للفقير أو المحتاج،
وإنما للوسائط التي توصل النفقة لهم.
ومن
أهم تلك المصالح الدعوة إلى الانفاق على تلك المحال الشرعية، وخاصة إن كانت واجبة
كالزكاة ونحوها، كما روي عن الإمام الصادق أنه قال: (كلّ ما فرض الله عليك فإعلانه
أفضل من إسراره، وكلّ ما كان تطوّعا فإسراره أفضل من إعلانه، فلو أنّ رجلا حمل
زكاة ماله على عاتقه علانية كان ذلك حسنا جميلا)([768])
واعلم
ـ أيها المريد الصادق ـ أنك إن عجزت عن أن يكون لك مال تنفقه في سبيل الله؛ فقد
جعل الله لك لسانا يمكنك أن تستخدمه في الدعوة لإطعام المساكين، فقد اعتبر الله
تعالى المقصر في ذلك مكذبا بالدين، فقال: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى
طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ [الماعون: 1 - 3]