responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 374

ولهذا كان بعض الصالحين يضع الصدقة بين يدي الفقير ويمثّل قائما بين يديه يسأله قبولها حتّى يكون هو في صورة السائلين وهو يستشعر مع ذلك كراهية لو ردّه.. وكان بعضهم يبسط كفّه ليأخذ الفقير ويكون يد الفقير هي العليا([761])..

وتذكر هذه المعاني، والتفاعل معها هو الذي يحمي المنفق من الشعور بالعجب والكبر وغيرها، والتي تحمله على المن والأذى الذي يفسد نفقته، ويفسد معها نفسه، فيملأها بأنواع الموبقات؛ ولهذا وصف الله تعالى المنفقين المخلصين بعدم المن والأذى، واعتبر ذلك نتيجة لإيمانهم وإخلاصهم، فقال: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 261، 262]

ولذلك ورد في الحديث أن من أنفق رياء أو سمعة سيكون حظه من ذلك الإنفاق ما يناله من ثناء الناس في الدنيا، وليس له حظ في الآخرة، قال a: (إن أول الناس يقضي عليه يوم القيامة ثلاثة.. ومنهم رجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها ؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال جواد، فقد قيل، فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار)([762])

ولذلك يجتهد المنفق المخلص إلى الإسرار بنفقته تجنبا لإذية المنفَق عليه، وهربا من الرياء والسمعة المفسدة للعمل، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿نْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا


[761] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌2، ص: 88

[762] رواه مسلم، 3/1514

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست