نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 200
طول العمر والإنابة، فقال: (لا
تمنّوا الموت فإنّ هول المطّلع شديد، وإنّ من السّعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه
الله الإنابة)([340])
وسر ذلك هو أن المؤمن الملتزم بدينه، والمكثر لذكر ربه، كلما طال عمره، كلما
استقرت معاني الأذكار في نفسه، وهو ما يؤهله لأن يصبح من أهل الإنابة، الذين
تجوهرت نفوسهم بها.
ولهذا يقترن في النصوص المقدسة الإنابة مع التأوه([341]) والتضرع إلى الله، كما قال تعالى عن
إبراهيم عليه السلام: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود: 75]
ومن أدعية رسول الله a في هذا قوله: (ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ،
وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، ربّ!
اجعلني لك شكّارا. لك ذكّارا، لك رهّابا، لك مطيعا، إليك مخبتا([342])،
إليك أوّاها منيبا، ربّ تقبّل توبتي واغسل حوبتي([343])، وأجب دعوتي، واهد قلبي، وسدّد لساني،
وثبّت حجّتي، واسلل سخيمة([344]) قلبي)([345])
وإن شئت ـ أيها المريد الصادق ـ أن تختصر لنفسك طريق تحصيل الإنابة، فردد كل
حين ذلك الدعاء الذي كان يقوله الإمام السجاد، فهو ممتلئ بكل المعاني التي تعينك
على الإنابة على الله، فقد كان يقول: (اللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين، ويا من لا يجاوزه