responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 199

آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ الله يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ&﴾ [الرعد: 27]، ثم وصف سر هدايتهم فقال: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]

وكل تلك الصفات تجعلهم من أصحاب الجنة، وذلك ما يعني تخلصهم من أهوائهم، وامتلائهم بالطيبة، ونجاحهم في الاختبارات التي أجريت لهم، قال تعالى: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ [ق: 31 - 33]

وهذه النصوص كلها تدل على أن هذا المنهج العظيم يستدعي الحضور الدائم مع الله، ولو تكلفا، أو مجاهدة، ولهذا ارتبط الذكر بالإنابة، ذلك أنه لا يمكن أن تتحقق النفس بالإنابة ما لم تمتلئ بالذكر، فالغفلة والإنابة متضادان لا يجتمعان.

وقد علمنا رسول الله a وأئمة الهدى الحقائق التي علينا تذكرها لنمتلئ بالإنابة، ومنها ما ورد في دعائه a الذي كان يردده إذا قام إلى الصّلاة من جوف اللّيل، والذي يقول فيه: (اللهم لك الحمد أنت نور السّموات والأرض، ولك الحمد أنت قيّام السّموات والأرض، ولك الحمد أنت ربّ السّموات والأرض ومن فيهنّ. أنت الحقّ، ووعدك الحقّ، وقولك الحقّ، ولقاؤك حقّ، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، والسّاعة حقّ. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وأخّرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلّا أنت)([339])

وهذا الدعاء وارتباطه بالإنابة يشير إلى أن ترديد أمثال تلك الحقائق على النفس كل حين، يحول منها معاني راسخة فيها، تعين على الإنابة الدائمة؛ ولهذا قرن رسول الله a بين


[339] البخاري [فتح الباري]، 13(7385)، ومسلم(769)

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست