نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
رجاء
الراجين، ويا من لا يضيع لديه أجر المحسنين، ويا من هو منتهى خوف العابدين، ويا من
هو غاية خشية المتقين.. هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب، وقادته أزمة الخطايا،
واستحوذ عليه الشيطان، فقصر عما أمرت به تفريطا، وتعاطى ما نهيت عنه تعزيرا،
كالجاهل بقدرتك عليه، أو كالمنكر فضل إحسانك إليه، حتى إذا انفتح له بصر الهدى،
وتقشعت عنه سحائب العمى أحصى ما ظلم به نفسه، وفكر فيما خالف به ربه، فرأى كبير
عصيانه كبيرا، وجليل مخالفته جليلا، فأقبل نحوك مؤملا لك، مستحييا منك، ووجه رغبته
إليك ثقة بك، فأمك بطمعه يقينا، وقصدك بخوفه إخلاصا، قد خلا طمعه من كل مطموع فيه
غيرك، وأفرخ روعه من كل محذور منه سواك، فمثل بين يديـك متضرعـا، وغمض بصره إلى الأرض
متخشعا، وطأطأ رأسه لعزتك متذللا، وأبثك من سره ما أنت أعلم به منه خضوعا، وعدد من
ذنوبه ما أنت أحصى لها خشوعا واستغاث بك من عظيم ما وقع به في علمك وقبيح ما فضحه
في حكمك من ذنوب أدبرت لذاتها فذهبت، وأقامت تبعاتها فلزمت، لا ينكر يا إلهي عدلك
إن عاقبته، ولا يستعظم عفوك إن عفوت عنه ورحمته؛ لأنك الرب الكريم الذي لا يتعاظمه
غفران الذنب العظيم)([346])
إلى
آخر الدعاء الذي يقول في خاتمته: (اللهم إن يكن الندم توبة إليك فأنا أندم
النادمين، وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أول المنيبين، وإن يكن الاستغفار حطة
للذنوب فإني لك من المستغفرين. اللهم فكما أمرت بالتوبة وضمنت القبول وحثثت على
الدعـاء ووعدت الاجابة، فصل على محمد وآله واقبل توبتي ولا ترجعني مرجع الغيبة من
رحمتك إنك أنت التواب على المذنبين، والرحيم للخاطئين المنيبين. اللهم صل على محمد
وآله كما هديتنا به وصل على محمد وآله كما استنقذتنا به، وصل على محمد وآله صلاة
تشفع لنا يوم