وهو ما نص عليه الحديث القدسي
الذي يذكر فيه الله تعالى الهدف والغاية من خلق الموجودات، وهي معرفته تعالى، ففيه:
(كنت كنزا مخفيا، فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف)[1]
ومن المسائل التي ثار حولها
الجدل الكثير في عهد الإمام الحسين علاقة إرادة الله بإرادة الإنسان، وهل إرادة
الله تلغي إرادة الإنسان، أم أن إرادة الإنسان تلغي إرادة الله، وقد أجاب على هذا
الإشكال الإمام الحسين في رسالة أرسل بها إلى الحسن البصري يجيبه فيها عن سؤال حول
القدر، ومما جاء فيها: (فاتبع ما شرحت لك في القَدَر ممّا أُفضي إلينا أهل البيت،
فإنه من لم يؤمن بالقَدَر خيره وشره فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله عز وجل فقد
افترى على الله افتراء عظيماً، إنَّ الله تبارك وتعالى لا يطاع بإكراه، ولا يُعصى
بغَلَبة ولا يُهمِل العباد في الهلكة، لكنه المالك لما ملكهم، والقادر لما عليه
أقدرهم. فإن ائتمروا بالطاعة، لم يكن الله صادّاً عنها مبطئاً، وإن ائتمروا
بالمعصية فشاء ان يَمُنّ عليهم فيحول بينهم وبين ما ائتمروا به فعل. وإن لم يفعل
فليس هو حملهم عليها قسراً، ولا كلفهم جبراً بل بتمكينه إياهم بعد إعذاره وإنذاره
لهم واحتجاجه عليهم، طوقهم ومكنهم وجعل لهم السبيل إلى أخذ ما إليه دعاهم، وترك ما
عنه نهاهم جعلهم مستطيعين لأخذ ما أمرهم به من شيء غير آخذيه. ولترك ما نهاهم عنه
من شيء غير تاركيه، الحمد لله الّذي جعل عباده أقوياء لما أمرهم به ينالون بتلك
القوة، وما نهاهم عنه. وجعل العذر لمن يجعل له السبيل حمداً متقبلاً