نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 83
وترحم الصغير، وتعين الكبير،
وليس دونك ظهير، ولا فوقك قدير، وانت العلي الكبير)، فكل هذه الأفعال الإلهية
تفتقر إلى الإرادة مثل افتقارها إلى القدرة.
وقال في دعاء القنوت: (اللهم
منك البداء ولك المشيئة، ولك الحول، ولك القوة، وأنت الله الذي لا إله إلا أنت،
جعلت قلوب أوليائك مسكناً لمشيتك وممكناً لإرادتك، وجعلت عقولهم مناصب أوامرك
ونواهيك. فأنت إذا شئت ما تشاء حرّكت من أسرارهم كوامن ما ابطنت فيهم، وأبدأت من
إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك، وتدعو اليك بحقائق
ما منحتهم وإنِّي لأعلم مما علمتني من أَنّك أنت، المشكور على ما منه أريتني وإليه
آويتني.اللهم واني مع ذلك كله عائذ بك، لائذ بحولك وقوتك راض بحكمك الذي سقته
إليَّ في علمك جار بحيث اجريتني، قاصد مما اممتني غير ضنين بنفسي فيما يرضيك عني
إذ به قد رضيتني ولا قاصر بجهدي عما إليه ندبتني، مسارع لما عرفتني، شارع فيما
أشرعتني، مستبصر ما بصرتني، مراع ما أرعيتني، ولا تخلني من رعايتك، ولا تخرجني من
عنايتك ولا تقعدني عن حولك، ولا تخرجني عن مقصد أنال به إرادتك، واجعل على البصيرة
مدرجي، وعلى الهداية مهجتي، وعلى الرشاد مسلكي، حتى تنيلني وتنيل بي أمنيتي، وتحل
بي على ما به أردتني وله خلقتني وإليه أويت بي، وأعذ أولياءك من الافتتان بي،
وفتنهم برحمتك لرحمتك في نقمتك تفتين الاجتباء والاستخلاص بسلوك طريقتي، واتباع
مهجتي، والحقني بالصالحين من آبائي، وذوي لحمتي) [1]
وهكذا قال في القطعة المنسوبة
إليه في دعاء عرفة: (إلهي قد علمتُ باختلاف الآثار، وتنقّلات الأطوار، أنّ مرادك
منّي أن تتعرّف إليّ في كلّ شيء؛ حتّى لا أجهلك في شيء)، وهو نص يبين أن مراد الله
من عباده هو التعرف عليه وعبادته، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ