نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50
الله تبارك وتعالى لا يوصف
بمكان، ولا يجري عليه زمان، ولكنّه عزّ وجلّ أراد أن يشرّف به ملائكته وسكّان
سماواته ويكرمهم بمشاهدته، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، وليس ذلك
على ما يقول المشبّهون، سبحان الله وتعالى عما يشركون) [1]
وكل هذه النصوص مقتبسة من
محكمات القرآن الكريم؛ فالله تعالى ينفي الجهة عنه؛ فيقول: ﴿وَلله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا
تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله إِنَّ الله وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:
115]، فهذه الآية الكريمة كافية في الدلالة على استحالة الجهة على الله، وهي تحصن
الأمة من الوقوع فيما وقعت فيه الأمم قبلها من التجسيم، وقد نقل الفخر الرازي عن
بعضهم قوله في مناسبة نزولها لتغيير القبلة: (.. لأن اليهود والنصارى كل واحد منهم
قال: إن الجنة له لا لغيره، فرد الله عليهم بهذه الآية لأن اليهود إنما استقبلوا
بيت المقدس لأنهم اعتقدوا أن الله تعالى صعد السماء من الصخرة، والنصارى استقبلوا
المشرق لأن عيسى إنما ولد هناك على ما حكى الله ذلك.. فكل واحد من هذين الفريقين
وصف معبوده بالحلول في الأماكن ومن كان هكذا فهو مخلوق لا خالق، فكيف تخلص لهم الجنة
وهم لا يفرقون بين المخلوق والخالق)[2]
والله تعالى يذكر في آيات كثيرة
أن له معية وحضورا مع كل شيء، وهو ما يكفي لنفي الجهة والمكان عن الله، ومن
أمثلتها قوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ
رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ
وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ
بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
[المجادلة: 7]، وقوله: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ
مِنَ الله وَهُوَ مَعَهُم﴾ [النساء 108]، وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ