نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
أممه)، وقوله: (لا يحله (في)،
ولا توقته (إذا)، ولا تؤامره (إن)، علوه من غير توقل، ومجيئه من غير تنقل) [1]
وقوله في تفسير الصمد: (بل هو
الله الصمد الذي ﻻ من شيء، ولا في شيء، ولا على شيء) [2]
وكل هذه الكلمات البليغة تعني
أن الله تعالى أعظم من أن يشار إليه، أو أن تكون له جهة تحصره،
أو مكان يحده؛ فالله أعظم وأجل وأقدس من ذلك كله، ذلك أن مجرد اعتباره في جهة حد
لعظمته، وتقييد لإطلاقه، وحبس له في عالم الحدود والقيود والجسمية، ومجرد اعتباره
في مكان حصر له، بل قول بإمكانية تعدده؛ فمن حدد فقد عدد.
ولهذا نجد اهتماما كبيرا من
جميع أئمة أهل بيت النبوة بالرد على تلك الظاهرة التي وفر لها الأمويون كل صنوف
الرعاية؛ فراحت تزعم لله الجهة والمكان، كما زعمت له المحدودية والتقدير، ومن ذلك
قول الإمام علي : (إنّ الله جلّ وعزّ أيّن الأين فلا أين له، وجلّ عن أن يحويه
مكان...) [3]،
وقال: (كان الله ولا مكان) [4]
وروي عن الإمام الصادق قوله:
(ولا يوصف [عزّ وجلّ ] بكيف ولا أين.. وكيف أصفه بأين، وهو الذي أيّن الأين حتّى
صار أيناً، فعرفت الأين بما أيّنه لنا من الأين)[5]
وسئل الإمام الكاظم : لأيّ علّة
عرج الله بنبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إلى السماء، ومنها إلى سِدرَة المنتهى،
ومنها إلى حجب النور، وخاطبه وناجاه هناك، والله لا يوصف بمكان؟ فقال: (إنّ