نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36
عن ذلك علوّا ً كبيرا، إن
الأبصار لا تدرك إلّا ما له لون وكيفيّة، والله خالق الألوان والكيفيّة)[1]
وسئل الإمام الرضا : جعلت فداك،
أخبرني عمّا اختلف فيه الناس من الرؤية، فقال: (من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه
فقد أعظم الفرية على لله، قال الله تعالى: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ
وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام:
103] [2]
أما ما ورد في القطعة المنسوبة
للإمام الحسين في دعاء يوم عرفة، وقوله فيها: (عميت عين لا تراك عليها رقيبا،
وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا)[3]؛
فليس المقصود منها الرؤية الحسية، وإنما المقصود الرؤية القلبية، والتي اتفق جميع
أئمة أهل البيت على أنها الرؤية الوحيدة الممكنة، لأنها رؤية تتوجه إلى المعاني لا
إلى الحس، وإلى اللطائف لا إلى الكثافات.
ولهذا أجاب الإمام
علي الحبر الذي سأله: هل رأيت ربك حين عبدته؟ فقال:
(ويلك ما كنت أعبد ربّا لم أره)، قال: وكيف رأيته؟ فقال: (ويلك لا تدركه العيون في
مشاهدة
[3] دعاء عرفة في [البلد الأمين]
يبدأ بفقرة (الحمد لله الذى ليس لقضائه دافع، ولا لعطائه مانع، ولا كصنعه صنع
صانع)، وينتهي بـ (وكان يكرر قوله يا رب وشغل من حضر ممن كان حوله عن الدعاء
لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه
وغربت الشمس وأفاض الناس معه)، وزاد السيد ابن طاووس في الإقبال بعدها هذه
الزيادة: (إلهي انا الفقير في غناي فكيف لا اكون فقيرا فى فقري) إلى قوله: ( كيف
تخفى وانت الظاهر، ام كيف تغيب وانت الرقيب الحاضر، انك على كل شىء قدير، والحمد
لله وحده)، وقد علق العلامة المجلسي عليها بقوله: (لم يوجد هذه الورقة في بعض
النسخ العتيقة من الإقبال أيضا، وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة
المعصومين أيضا وإنما هي على وفق مذاق الصوفية، ولذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون
هذه الورقة من مزيدات بعض مشايخ الصوفية ومن إلحاقاته وإدخالاته. وبالجملة هذه
الزيادة إما وقعت من بعضهم، أولا في بعض الكتب، وأخذ ابن طاووس عنه في الإقبال غفلة
عن حقيقة الحال، أو وقعت ثانيا من بعضهم في نفس كتاب الإقبال، ولعل الثاني أظهر...
والله أعلم بحقائق الأحوال) [بحار الأنوار، 95/227]
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36