نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 22، 23]، فالنظر هنا لا يعني الرؤية
الحسية، بدليل أنه ذكر الوجوه، والإنسان يرى بعينه لا بوجهه.. وبدليل أن الآية الكريمة
تذكر موقف الانتظار في الآخرة قبل دخول الجنة.. وبأدلة أخرى كثيرة ذكرها أهل اللغة
الذين هم أعرف الناس بألفاظ القرآن الكريم.
وقد ذكر الزمخشري الوجه الصحيح
لذلك وهو أن يكون من قول الناس: أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بى، يريد معنى التوقع
والرجاء. كا روي أن امرأة سمعت مستجدية بمكة تقول: (عيينتى نويظرة إلى الله
وإليكم)، والمعنى: أنهم لا يتوقعون النعمة والكرامة إلا من ربهم، كما كانوا في
الدنيا لا يخشون ولا يرجون إلا إياه[1]
بالإضافة إلى ذلك، فإن في
الرؤية الحسية مستلزمات كثيرة خطيرة منها: أن الرؤية في منطق العلم والعقل لا
تتحقق إلا إذا كان الشيء مقابلا، أو حالا في المقابل من غير فرق بين تفسيرها حسب
رأي القدماء، أو حسب العلم الحديث[2]،
وذلك مما يستحيل على الله على الله تعالى لأنه ليس بجسم ولا في جهة،والرؤية فرع
كون الشيء في جهة خاصة،وما شأنه هذا لا يتعلق إلا بالمحسوس لا بالمجرد.
وبهذا أجاب الإمام الصادق من
سأله: هل يرى الله في المعاد؟ فقال: (سبحانه وتعالى
[2] القدماء كانوا يفسرون الرؤية
على اعتبار خروج الشعاع من العين وسقوطه على الأشياء، ثم انعكاسه عن الأشياء
ورجوعه إلى العين لكي تتحقق الرؤية، لكن العلم الحديث كشف بطلان هذا التفسير وقال:
إنها صدور الأشعة من الأشياء ودخولها إلى العين عن طريق عدستها وسقوطها على شبكية
العين فتحقق الرؤية، وعلى كل تقدير فالضرورة قاضية على أن الإبصار بالعين متوقف
على حصول المقابلة بين العين والمرئي أو حكم المقابلة،كما في رؤية الصور في
المرآة، وهذا أمر تحكم به الضرورة وإنكاره مكابرة واضحة،فإذا كانت ماهية الرؤية هي
ما ذكرناه فلا يمكن تحققها فيما إذا تنزه الشيء عن المقابلة أو الحلول في المقابل،
انظر: رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل الصريح، الشيخ جعفر السبحاني، دار
مشعر، الطبعة: الأولى، ص 34.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35