وعن إبراهيم بن عقبة قال: (كتبت
إلى أبي الحسن الثالث: (الإمام الهادي ) أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين ،
وزيارة أبي الحسن موسى وأبي جعفرمحمد بن علي ببغداد؟ فكتب إليَّ: أبوعبد الله المقدم،
وهذان أجمع وأعظم ثواباً)[2]
وهكذا نرى الكثير من الروايات
عن سائر الأئمة تدل على مشروعية الزيارة، واستحبابها وكونها من أفضل الأعمال
الصالحة[3]،
لأنهم كانوا يدركون أنها تمثل امتدادا رسالية لمسيرة الإمام الحسين ، وتبين أنها
لم تنته بعد، وأن ما وقع في كربلاء كان البداية، وأنه سيكون صمام أمان للأمة،
وموجها نحو نهضتها وثورتها.
بل إن الأئمة ينصون على أن الذي
شرع الزيارة، وأمر بها، هو رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه، ففي الحديث عن الإمام
الصادق قال: بينما الحسين بن عليّ عليهما السّلام في حجر
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إذ رفع رأسه فقال له: (يا أبة،
ما لمن زارك بعد موتك، فقال: يا بنيّ، من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنّة، ومن
أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنّة، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنّة، ومن
أتاك زائرا بعد موتك فله الجنّة)[4]
وعنه
قال: قال الحسين لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ما
جزاء من زارك؟ فقال: (يا بنيّ، من زارني حيّا أو ميّتا أو زار أباك أو زار أخاك أو
زارك كان حقّا عليّ أن أزوره يوم القيامة حتّى أخلّصه من
ذنوبه)[5]