نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 309
لكن
مع ذلك، ومع كل تلك التحذيرات والجرائم، ظل المسلمون يزورون القبر الشريف، وكل ما
أحاط حوله من مشاهد، ويتحدونه على الرغم من المآسي الكبيرة التي حصلت لهم بسبب
ذلك، وقد ذكر الطوسي ذلك، فقال في أماليه: (بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل
السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين فيصير إلى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ
قائداً من قواده، وضم إليه كتفاً من الجند كثيراً، ليشعب قبر الحسين ويمنع الناس
من زيارته والإجتماع إلى قبره ، فخرج القائد إلى الطف وعمل بما أمر، وذلك في سنة
سبع وثلاثين ومائتين، فثار أهل السواد به، واجتمعوا عليه وقالوا: لوقتلنا عن آخرنا
لما أمسك من بقي منا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا، فكتب
بالأمر إلى الحضرة، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم والمسير إلى الكوفة،
مظهراً أن مسيره إليها في مصالح أهلها، والإنكفاء إلى المصر! فمضى الأمر على ذلك
حتى كانت سنة سبع وأربعين، فبلغ المتوكل أيضاً مصير الناس من أهل السواد والكوفة
إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين ، وأنه قد كثر جمعهم كذلك وصار لهم سوق كبير، فأنفذ
قائداً في جمع كثير من الجند، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر
الحسين، ونَبَشَ القبر وحرث أرضه، وانقطع الناس عن الزيارة. وعمل على تتبع آل أبي
طالب والشيعة رضي الله عنهم، فقتل ولم يتم له ما قَدَّر)[1]
وقد عاصر هذه الأحداث الأليمة
الإمام الهادي ، ووقف في وجهها حاضا مواليه على الزيارة، مبينا أهميتها وضرورتها،
وقد كان يقول لهم: (علامات المؤمن خمس: صلاة الإحدى والخمسين، وزيارة الأربعين،
والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم