نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 311
وبناء
على هذه السنة النبوية نص سائر الأئمة على فضل الزيارة، وكونها من أعظم القربات
لله تعالى، ذلك لما لها من أدوار روحية وتربوية كبيرة، وأهمها إثبات صدق الولاء
لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ولأهل بيته، وحفظ وصيته في حقهم، وقد ذكر
ذلك الإمام الرضا ، فقال: (إنّ لكلّ إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من
تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا
لما رغبوا فيه كان أئمّتهم شفعائهم يوم القيامة)[1]
وقال الإمام
الصادق : (لو أنّ أحدكم حجّ دهره ثمّ لم يزر الحسين بن
عليّ عليهما السّلام لكان تاركا حقّا من حقوق الله وحقوق رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
لأنّ حقّ الحسين فريضة من الله واجبة على كلّ مسلم)[2]
وهكذا
شرع جميع الأئمة ما يسمى بالمجالس الحسينية، وهي المجالس التي تستعاد فيها كربلاء،
وأحداثها، لتكون عبرة ودروسا للأجيال، وقد قال الإمام الرضا عنها: (من تذكّر
مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم
يمت قلبه يوم تموت القلوب)[3]
وقال الإمام
الصادق للفضيل: تجلسون وتتحدّثون؟ فقال: نعم، فقال: (إنّ تلك المجالس أحبّها،
فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا، يا فضيل، من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من
عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر)[4]
ولهذا كانوا يشجعون الشعراء
والأدباء على إحياء أحداث كربلاء والتعريف بها،