وهذه نصوص عظيمة تؤصل لقيم
التنزيه، وكان يمكنها ـ لو أعطيت الأهمية التي تستحقها ـ أن تحمي العقائد
الإسلامية من كل تلك التشويهات والتحريفات التي حصلت لها، والتي لا نزال نعيش
آثارها إلى اليوم.
وسنحاول هنا ـ باختصار ـ أن
نذكر بعض المعاني المرتبطة بها، والتي لها أهميتها في حماية القيم الإيمانية من
التحريف والتبديل.
أ ـ تنزيه الله تعالى عن
الحدود:
وهي من المعاني التي لا يمكن
قيام التنزيه إلا عليها؛ فالمحدود محاط به، والمحدود معدود، والمحدود قاصر، وهكذا
يمكن من خلال النظر في الالتزامات العقلية للحد أن ننفي كل كمال للمحدود، وأن نلصق
به كل نقص، وقد أشار الإمام الحسين إلى تنزيه الله عن الحدود بقوله: (ولا يقدر
الواصفون كنه عظمته، ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته؛ لأنه ليس له في الأشياء
عديل، ولا تدركه العلماء بألبابها، ولا أهل التفكير بتفكيرهم) [2]
وأشار إليه قبله والده الإمام
علي في وصف الله تعالى بقوله: (ليس له [سبحانه وتعالى ] حدّ ينتهي إلى حدّه)[3]،
وقال: (من زعم أنّ إله الخلق محدود فقد جهل الخالق المعبود)[4]،
وقال: (من حدّه [تعالى ] فقد عدّه، ومن عدّه فقد أبطل أزله)[5]
وهكذا نص جميع أئمة
أهل البيت على استحالة محدودية الله؛ فقد روي أن بعض