نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 286
لكن
عندما يؤمن بأن الذي فعل ذلك هو رسول الله وخليله ومصطفاه، وأنه لم يفعل ذلك من
تلقاء نفسه، وإنما كان يطبق كل ما يؤمر به بدقة عالية، كما قال تعالى مخبرا عن
نجاحه في كل الكلمات التي ابتلي بها: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ
رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ
إِمَامًا﴾ [البقرة: 124]، فإنه في ذلك الحين يسلم له، ويعلم أن الله تعالى
لا يأمر بالعبث، وأن كل ما حصل رسائل إلهية لعباده.
وهكذا
الأمر مع الإمام الحسين ، ومع كل ما حصل له في كربلاء؛ والذي وردت الأحاديث
بالإخبار عنه قبل حصوله، وهو ما يدل على أنها كلمات ابتلي بها الإمام الحسين ليكون
لها أثرها المستقبلي البعيد، مثلما كان لحركة إبراهيم أثرها المستقبلي في هذه
الأمة.
وعند
النظر إلى ما فعله الإمام الحسين بهذه الرؤية تصبح كل حركة من حركاته شعيرة من
الشعائر المقدسة، مثل تلك الشعائر التي نشأت عن حركة هاجر وهي تبحث عن الماء
لابنها إسماعيل، أو مثل تلك الحركات التي قام بها إبراهيم ، وهو يرجم الشيطان، أو
هو يقدم ابنه في سبيل الله.
والأدلة
على هذه الرؤية كثيرة جدا في مصادر السنة والشيعة، فكلهم يخبر أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أخبر بقتله، بل بمكانه، ولم ينهه عن ذلك، بل ذكر مناقبه وكونه سيد
شباب أهل الجنة، وكونه منه، وهو ما يدل على أن تلك الحركة حركة نبوية.
وقد
ذكر العلماء الكثير من النصوص التي يخبر فيها الإمام الحسين بالتضحية التي طلب منه
أن يقدمها، ليحمي دين هذه الأمة من أن يستبد به المستبدون أو يحرفه المحرفون،
ومنها:
1
ـ خطبته التي خطبها حين عزم على مغادرة الحجاز والتوجه الى العراق، والتي يقول
فيها: (كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلا، فيملأن مني أكراشا
جوفا، وأجربة سغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على
بلائه،
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 286