responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 220

وهكذا نرى في سنة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وسيرته العطرة الروايات الكثيرة التي تخبر عن تقلل رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) من الدنيا، وتنفيره منها، ودعوته إلى الرغبة في الآخرة، وفيما عند الله تعالى.

وعلى هذا المنهج سار الإمام الحسين ؛ فحياته وسلوكه وأكثر مواعظه كانت تحذيرا من الدنيا، والرغبة فيها، وبيع الآخرة لأجلها، لأنه رأى أن ما حصل من تبديل وتغيير وتحريف للدين وقيمه، لم ينشأ إلا بسبب حب الدنيا والاستكثار منها.

ولهذا صار خاصة الناس وعامتهم يرضون بني أمية، ويتبعونهم، لا لأن الحق معهم، فهم موقنون أن الحق مع آل بيت النبوة ، ولكن اتبعوهم طمعا في زخرف الحياة الدنيا، وقد روي عن الإمام الصادق أنه قال: حدّثني أبي عن أبيه أن رجلا من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسين بن علي يا سيّدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة فكتب صلوات الله عليه: (بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإن من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسّلام) [1]

وكان يخبرهم أن سر الزهد يكمن في اليقين فيما عند الله؛ فمن عرف قدرة الله وفضله الواسع، احتقر الحياة الدنيا، ولم يبال بها، وكيف يفعل ذلك، وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وقد روي عن الإمام السجاد أنه قال: ( لمّا اشتدّ الأمر بالإمام الحسين نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر تغيّرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم، وكان الحسين وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم، وتهدأ جوارحهم، وتسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت! فقال لهم الإمام الحسين : (صبرا بني الكرام! فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان


[1] الاختصاص 225، أمالي الصدوق 167- 168.

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست