نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 221
الواسعة والنعم الدائمة، فأيّكم
يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟ وما هو لأعدائكم إلّا كمن ينتقل من قصر إلى سجن
وعذاب، إن أبي حدثني عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنّ الدنيا سجن المؤمن
وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبت، ولا
كذبت)[1]
وروي عنه أنه قال: (خرجنا مع
الحسين فما نزل منزلا ولا ارتحل منه إلّا وذكر يحيى ابن زكريّا وقال يوما: من هوان
الدنيا على الله عزّ وجلّ أنّ رأس يحيى بن زكريّا أهدى إلى بغيّ من بغايا بني
إسرائيل)[2]
وقال في بعض مواعظه: (إنّ جميع
ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض ومغاربها، بحرها وبرّها، سهلها وجبلها عند ولي
من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله كفيء الظِلال)[3]
وقال: (ألا حرٌّ يدع هذه
اللماظة ـ يعني الدنيا ـ لأهلها، ليس لأنفسكم ثمّ إلاّ الجنّة، فلا تبيعوها
بغيرها؛ فإنه مَن رضى الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس) [4]
وسأله بعضهم: كيف أصبحت يابن
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)؟ ففقال: (أصبحت ولي ربّ فوقي، والنار أمامي،
والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أحب، ولا أدفع ما
أكره، والاُمور بيد غيري، فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفا عنّي، فأيّ فقير أفقر
منّي؟)[5]