نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219
وهما صفتان مرتبطتان ارتباطا
ضروريا، ذلك أنه لا يمكن أن يكون هناك زهد ما لم يسبقه ورع، ولا يمكن أن يتم ورع
ما لم يكن صاحبه ممتلئا بالزهد في الدنيا وزخارفها؛ فحب الدنيا رأس كل خطيئة،
وحطام الدنيا يجر بعضه إلى بعضه إلى أن يوصل صاحبه إلى اقتحام حرمات الله، والتخلي
عما يقتضيه الورع من مراعاة الاحتياط.
ولهذا نرى في كلمات الأئمة الجمع
بين هاتين الصفتين والحث عليهما، فقد روي أن رجلا سأل الإمام السجاد عن الزهد،
فقال: (عشرة أشياء؛ فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع، وأعلى درجة الورع أدنى درجة
اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا)[1]
وهذا الحديث يشير إلى إلى أن
الزهد هو أبو الفضائل، كما أن حب الدنيا رأس كل خطيئة، ذلك أن الرجل ـ بحسب
الرواية ـ لا يكون ورعا حتّى يكون زاهدا، ولا يكون موقنا حتّى يكون ورعا، ولا يكون
راضيا إلّا أن يكون موقنا، وبذلك فإن الزهد يجرّ إلى الورع، والورع يجر إلى اليقين،
واليقين يجر إلى الرضا، وهكذا تُسلم الفضائل الأخلاقية بعضها إلى بعض.
وهذا المعنى الوارد في رواية أئمة
أهل البيت من المعاني القرآنية والنبوية التي لا يجادل فيها أحد، فالله تعالى يأمر
رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بالزهد في حطام الدنيا، ويخبره أن ما عند
الله خير وأبقى، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا
مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) وَأْمُرْ أهلكَ
بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه: 131، 132]