نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 18
وانتقاصهم من أهل البيت ـ راحوا
يتصورون الإمام علي والإمام الحسين وسائر الأئمة مثل سائر معاصريهم في بلاغتهم
وعلومهم، وهذا خطأ كبير؛ فشتان بين من ربي بين أحضان القرآن الكريم، وفي بيت
النبوة، وبين غيرهم، مهما كان فضلهم وعلمهم.
2 ـ أن رواة أحاديث الإمام
الحسين وغيره من الأئمة قد لا ينقلون الروايات بألفاظها، وإنما يتصرفون فيها، مع
الحفاظ على المعاني، وهذا وارد أيضا في الكثير من الروايات الواردة في المصادر
السنية، بل هم متفقون على جواز الرواية بالمعنى، فقد عقد الخطيب البغدادي في كتابه
[الكفاية في علم الرواية]، وهو من أهم مصادر علوم الحديث في المدرسة السنية فصلا
تحت عنوان: [باب ذكر من كان يذهب إلى إجازة الرواية على المعنى من السلف، وسياق
بعض أخبارهم في ذلك][1]
ومن النصوص التي ساقها لإثبات
ذلك ما رواه عن مكحول، قال دخلنا على واثلة بن الأسقع فقلنا: يا أبا الأسقع، حدثنا
حديثا سمعته من رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ليس فيه وهم ولا نسيان، فقال، هل قرأ أحد
منكم الليلة من القرآن شيئا؟ قالوا: نعم، قال: فهل زدتم ألفا أو واوا أو شيئا؟
فقلت: إنا لنزيد وننقص، وما نحن بأولئك في الحفظ؟ فقال: فهذا القرآن بين أظهركم
وأنتم تدرسونه بالليل والنهار، فكيف ونحن نحدث بحديث سمعناه عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مرة أو مرتين، إذا حدثتكم على معناه فحسبكم) [2]
ومنها ما حدث به عن أبي سعيد،
قال: (كنا نجلس إلى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عسى أن نكون عشرة نفر نسمع الحديث، فما منا
اثنان يؤديانه على حرف، غير أن المعنى واحد) [3]
[1] الكفاية في علم الرواية، أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي، المحقق: أبو عبدالله
السورقي , إبراهيم حمدي المدني، المكتبة العلمية - المدينة المنورة، (ص: 203).