نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
مقته الناس لكونه كان أميرا على
الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي)[1]
فهل يمكن لمن يضع أصحاب الإمام
الحسين في زمر المبتدعة المجروحين، ويضع عمر بن سعد وغيره في زمر الموثوقين أن نجد
عنده أي نصوص يمكن من خلالها التعرف على شخصية الإمام الحسين والقيم العظيمة التي
جاء بها.
ولو أننا طبقنا ذلك المقياس
الذي وضعوه، وطبقنا معه ما يوردونه كل حين من تحريم الحديث في كربلاء باعتبارها من
الفتن، أو باعتبارها إرثا شيعيا، لما أمكن لأحد في الدنيا أن يكتب كتابا واحدا عن
الإمام الحسين ، بل ولا فقرة واحدة عنه، لأنهم ـ للأسف ـ يكتفون بذكر احترامة
المجرد بناء على علاقته النسبية برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وليس باعتباره إماما من أئمة الدين، لم ينل الإمامة بتلك النسبة
الشريفة لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فقط، وإنما نالها بتقواه وصبره وتضحيته
وتمثله لكل قيم الدين، كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة
يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾
[السجدة: 24]
وثانيها
ـ هو أن الكثير من أتباع المدرسة السنية يعترضون على بعض الروايات الواردة عن
الإمام الحسين ، بكونها جاءت بلغة لا تتناسب مع أساليب التعبير التي كانت معتمدة
في ذلك العصر[2]،
وهذا اعتراض غير وارد، لأسباب متعددة منها:
1 ـ أن الكثير من أصحاب المدرسة
السنية ـ بسبب تأثرهم بأطروحات الأمويين
[1] تقريب التهذيب، أبو الفضل أحمد
بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، المحقق: محمد عوامة، دار الرشيد –
سوريا، الطبعة: الأولى، 1406 –
1986، (1/ 717)
[2] من الأمثلة على ذلك ما ورد في كتاب [التوحيد،
الشيخ الصدوق، صححه وعلق عليه: السيد هاشم الحسيني الطراني، دار المعرفة للطباعة
والنشر - بيروت لبنان، ص 90] قول الإمام الحسين في تفسير قوله تعالى: ﴿لَمْ
يَلِدْ﴾ [الإخلاص: 3]: (لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة
التي تخرج من المخلوقين، ولا شيء لطيف كالنفس، ولا يتشعب منه البداوات، كالسنة
والنوم، والخطرة والهم، والحزن والبهجة، والضحك والبكاء، والخوف والرجاء والرغبة
والسأمة، والجوع والشبع)
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17