نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 135
عليه قول الإمام الحسين في دعاء
الطف بعد الثناء على الله: (أدعوك محتاجا، وأرغب إليك فقيرا، وأفزع إليك خائفا،
وأبكي إليك مكروبا، وأستعين بك ضعيفا، وأتوكل عليك كافيا)[1]
وهو يذكرنا بقول موسى :
﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾
[القصص: 24]، فهذا المقطع القصير أثنى فيه موسى على الله تعالى، ثم رتب على ثنائه
بيان فقره وحاجته، وهما كافيان في الطلب.
ومثل ذلك قول يونس :
﴿لَا إله إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
﴾ [الأنبياء: 87]، والذي نزه الله تعالى فيه، في نفس الوقت الذي ذكر فيه
فقره وحاجته واضطراره، وقد أخبر الله تعالى أنه استجاب له، وأنه يستجيب لكل من
يقول ذلك، ويتحقق بمعناه، كما قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾
[الأنبياء: 88]
وسر ذلك هو أن الله تعالى يحب
عباده المتواضعين الذين يبدون فقرهم وحاجتهم، ويمدون أيديهم بها إلى الله، كما قال
تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
﴾ [النمل: 62]، وقال: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ
قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ
يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ
قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
﴾ [الأنعام: 42، 43]
وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام
السجاد في قوله في الدعاء المشهور بدعاء أبي حمزة الثمالي: (رب إنك أمرتنا أن نعفو
عمن ظلمنا، وقد عفونا عمن ظلمنا كما أمرت فاعف عنا، فانك أولى بذلك منا ومن
المأمورين، وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا، وقد أتيناك سؤالا ومساكين وقد
أنخنا بفنائك وببابك نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك، فامنن بذلك علينا ولا