نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 134
أناملي، وقبض عواملي، ودمي
وشعري، وبشري وعصبي، وقصبي وعظامي، ومخي وعروقي، وجميع جوارحي، وما انتسج على ذلك
أيام رضاعي، وما أقلت الأرض مني، ونومي ويقظتي، وسكوني وحركتي، وحركات ركوعي
وسجودي)[1]
فكل كلمة من هذه الكلمات تحمل
مضامين كثيرة جدا، وفي مجالات مختلفة، تتعلق بالعلوم جميعا، وإن كان هدفها الأكبر
هو بيان التسليم المطلق لله، والشهادة له بالعبودية، والشكر له على النعمة.
فتلك التفاصيل تشير إلى الحقائق
الإيمانية المرتبطة بعناية الله بعبادة ورحمته بهم، كما تشير إلى علم الله بتفاصيل
كل شيء، وقدرته على كل شيء، وإحاطته بكل شيء.. وتبرهن على ذلك من خلال تلك
التفاصيل، حيث أنه يمكننا أن نضع من خلالها المقدمات التي توصل إلى تلك النتائج
العقدية.
وهي تدعو كذلك إلى البحث العلمي
في كل ما ذكره الإمام الحسين ، ولماذا اختار تلك النعم دون غيره، وما سر تعبيره
عنها بتلك الصور البلاغية الجميلة ذات المضامين العلمية الدقيقة؟
وهي جميعا تشير إلى ذلك التأثر
بالأسلوب القرآني في عرض الحقائق، والذي تمتزج فيه حقائق عالم الغيب، بحقائق عالم
الشهادة، لأن المتوجه إليه بالدعاء هو عالم الغيب والشهادة، ومالك الغيب والشهادة.
ب ـ الافتقار والاضطرار:
وهو من آداب الدعاء الكبرى، ذلك
أنه بقدر ما تتمثل عبودية الداعي إلى الله، وشعوره بفقره واضطراره، يكون قربه من
الله تعالى، وبقدر قربه تلبى حاجته، من الأمثلة