responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 11

فيما أراد.

ذلك أن الحب في حقيقته ـ كما ينص على ذلك علماء النفس المسلمون وغيرهم ـ هو اعتقاد كمال المحبوب من كل النواحي، ولذلك يستحيل على من يحب شخصا أن يرى عيبا من عيوبه، بل إنه يرى العيوب نفسها كمالا، هذا بالنسبة للأشخاص العاديين؛ فكيف بمن حظي بتلك النسبة الشريفة، فكان من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وكان رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) منه.

وبذلك فإن هذا الجانب العملي من هذا الجزء من الحديث لا يدعو فقط إلى البحث عن القيم التي ارتبطت بالإمام الحسين لالتزامها والعمل بها، وإنما يدعو قبل ذلك إلى التعامل مع الإمام الحسين بالعاطفة المشحونة بمشاعر الحب، ذلك أن تلك المشاعر هي الكفيلة بغرس كل القيم الرفيعة؛ فالحب أعظم مدرسة تربوية، ذلك أن صفات المحبوب تنتقل بسلاسة وسهولة إلى المحب، وبقدر المحبة التي امتلأ بها قلبه.

وأما الجزء الأخير من الحديث؛ فهو جزء لا يقل عن سابقيه دلالة، ذلك أنه يشير إلى أن الأمة ستنقسم إلى أسباط وفرق ونحل كثيرة، كما أشار إلى ذلك قوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين، والنصارى مثل ذلك، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)[1]، ويشير في نفس الوقت إلى أن الإمام الحسين سيكون سبطا من الأسباط، وفرقة من الفرق، ولذلك من أراد الدين الأصيل، وقيمه الرفيعة؛ فعليه باتباعه، وسلوك سبيله.

وهو في ذلك يشبه قوله تعالى في حق إبراهيم : ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لله حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [النحل: 120]؛ فلم يكن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) يقصد تلك النظرة


[1] رواه أحمد (2/332)، وسنن أبي داود، سليمان بن الأشعث السجستاني، دار إحياء السنّة النبويّة. (4596)، وسنن ابن ماجه، ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، حققه محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية. (3991)، والترمذي (2640)، وقال: حديث حسن صحيح.

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست