نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10
والشيعية، والذي يقول فيه رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته
بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي
بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده
التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)[1]
فهذا الحديث يشير إلى المرتبة
الخاصة التي ينالها من يحب الإمام الحسين ، وهي محبة الله، والتي تعتبر أرقى درجة
في سلم الولاية، ذلك أنه لا ينالها ـ كما ورد في الحديث ـ إلا من أدمن على الطاعة،
ولازمها، وامتلأ بمحبة الله، وبعدها ينال شرف محبة الله له.
وبما أن المحبة ليست مشاعر
عاطفية مجردة فقط، وإنما هي انسياق تام وراء المحبوب، وتبعية مطلقة له، كما وضح
ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ الله﴾ [آل عمران: 31]، فإن هذا الجزء من الحديث يشير إلى
ضرورة التبعية المطلقة للإمام الحسين ، لأنه لا يصح في عالم الحب أن يجادل المحب
محبوبه.
ولذلك فإن الذين يتحدثون عن
الإمام الحسين بتلك النبرة الاستعلائية، والتي تجعلهم يناقشون حركاته وسلوكاته
وتصرفاته، ويزنونها بما يتوهمونه من أوهام، وما يضعونه من موازين، لم تغب عنهم
الحقائق الشرعية فقط، إنما غاب عنهم قبل ذلك وبعده تلك المشاعر العاطفية الجياشة
التي دعا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن يُعامل بها الإمام الحسين ، لا لكونه
حفيده (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وإنما لكونه يمثل الحقيقة والقيم التي
أرادها الله، ولا يصح أن نناقش الله
[1] صحيح البخاري، محمّد بن إسماعيل
البخاري، دمشق وبيروت: دار ابن كثير واليمامة للطباعة والنشر والتوزيع، 1414، (4 /
231)، وقد روي الحديث في المصادر الشيعية بهذه الصيغة: (قال الله عز وجل: من أهان
لي وليا فقد أرصد لمحاربتي، وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وإنه
ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي
يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني
أعطيته) انظر: الكافي، أبو جعفر الكليني، تحقيق علي أكبر الغفاري، دار الكتب
الإسلامية، 1363 ه ش، طهران ( 2 / 352 )، المحاسن، ابن جعفر محمد بن خالد البرقي،
دار الكتب الاسلامية، طهران (1 / 454 / 1047 )، بحارالأنوار (70 / 22 / 21)
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10