ولا
يزال نظام الجمهورية الإسلامية المبني على مبدأ ولاية الفقيه كما نص عليه الدستور)[1]
ويذكر
أن المعترضين هم الذين يريدون مصادرة رأي الجمهور، والحديث باسم الشعب؛ يقول في
ذلك: (الديكتاتورية متجسدة في كلمات المعترضين، إذ يحاولون وهم القلة أن ينصبوا
أنفسهم في موقع يحسبون أنفسهم أوصياء على الشعب والأمة، والحال أن الشعب لم يرض
بذلك منهم بدليل أنه خالفهم. وهؤلاء عندما ينصبون أنفسهم في هذا الموقع يسعون لفرض
رأيهم وإثارة جو نفسي وزعزعة ثقة الشعب والمسلمين بهذه الجمهورية والثورة، وهذا
نحو من أنحاء الديكتاتورية)[2]
ويذكر
أن هؤلاء الذين يعترضون على ولاية الفقيه، بحجة تناقضها مع قيم الجمهورية، يعترضون
في الحقيقة على الإسلام وقيم الإسلام، وليس على الولي الفقيه، ذلك أن (هؤلاء
المعترضين لن يعترضوا بهذا الإعتراض لو كانت الصلاحيات كلها التي ثبت في الإسلام
أنها للفقيه قد أعطيت لإنسان آخر غير فقيه، بل وغير مسلم، بل ربما سيمدحون الشخص
والنظام حينئذ، ولكنهم يعيشون عقدة الإسلام ولا يتجرؤون على قول ذلك) [3]
هذه
مقولات القائدين الكبيرين اللذين أتيح لهما تولي منصب الولي الفقيه في الجمهورية
الإسلامية الإيرانية، وقد اقتصرنا على هذه النماذج، وهي كافية لرد المعترضين الذين
يصورون كليهما بصورة الحاكم المستبد، وهو تصوير ناتج عن الجهل والكبر، ولو أنهم
كلفوا أنفسهم بمطالعة ما كتبه كل منهما، أوالتعرف على مواقفه بنية صادقة لما
تجرأوا على مثل ذلك التصوير الظالم.
ونحب
أن نذكر ـ بهذه المناسبة ـ تنظيرا مهما جدا لمفهوم الجمهورية، وعلاقته
[1] نقلا عن
الفقيه والسلطة والأمة، مالك مصطفى وهبي العاملي (ص: 171)