ويذكر
فيها بالإخلاص، ومن ذلك قوله في التعريف بالإخلاص وبيان الآثار التي يحدثها في
الواقع: (الإخلاص هو أنْ يؤدّي الإنسان عمله لله ومحبّةً في أداء الواجب، وأنْ لا
يعمل الإنسان من أجل هوى النفس، ولتحصيل المال والثروة، ونيل المنصب والسمعة وحكم
التاريخ والدوافع النفسيّة، وإشباع صفة الحسد والطمع والحرص والزيادة، بل أنْ
يؤدّي واجبه لله ولأداء الواجب محضاً، هذا هو معنى الإخلاص، وهكذا يتقدّم العمل.
إنّ مثل هذا العمل كالسيف البتّار يُزيل كلّ الموانع عن طريقه، والإمام الخميني
كان مجهّزاً بهذا السلاح، حيث قالها عدّة مرّات: إنّي لن أغضّ الطرف عن أقرب
المقرّبين إليّ إذا خطوا خطوة خلافاً للحقّ، وهكذا كان حقّاً، وقد أظهر في المواقع
الحسّاسة أنّ المهمّ بالنسبة إليه هو أداء الواجب، لقد أظهر ذلك في العلن وفي
الوحدة، وفي الأعمال الكبيرة والصغيرة، وأضحى فعله ذاك درساً لمريديه وأبنائه
وتلامذته، ممّا جعلهم يسطّرون المعاجز في جبهات الحرب بهذا السلاح نفسه)[1]
ويبين
لهم أن أهم مظهر للإخلاص الحقيقي أن يتجرد الشخص من نفسه وكل أهوائها، وأن لا يقصد
من العمل إلا الله، حتى لو نسبت أعماله وكل جهوده لغيره، فهو لا يبالي لأنه لم يرد
بها إلا الله تعالى، ويحكي في ذلك أنه قرأ عن بعض كبار أهل السلوك والمعرفة في
رسالة له قوله: (لو افترضنا محالاً أنّ جميع الأعمال الّتي قام بها نبيُّ الإسلام
المكرّم a والتي كان ينوي القيام بها، كان
عليه أن يؤدّيها باسم أحدٍ آخر، فهل كان نبيُّ الإسلام سيسخط من ذلك؟ وهل كان
سيرفض القيام بها لأنّها ستتمّ باسم غيره؟ هل كان الأمر كذلك؟ أم أنّ هدفه كان أنْ
تتمّ تلك الأعمال، وليس مهمّاً بأيِّ اسم ستتمّ؟ إذاً فالهدف هو المهمّ، أمّا
الشخص و(أنا) و(نفسي) فليست مهمّة عند الإنسان المخلص، فلديه
[1] توجيهات
أخلاقية (ص: 27)، والخطاب ألقاه خلال الاجتماع الكبير لقوات التعبئة الشعبية بذكرى
تشكيلها (25/ 11/1997.