ثم
يدعوهم إلى المحافظة على نعمة الإخلاص التي لا تعدلها أي نعمة، لأن جزاءها عند
الله أعظم الجزاء؛ فيقول: (يا أعزائي حافظوا على هذه النعمة التي منحكم الله إياها
وغيركم بفضله الذاتي وبيد غيبية وجعلكم مخلصين لذاته يضحون بكل ما عندهم وبأرواحهم
في سبيل الله ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ
فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]، فالجنة التي منحكم المشتري ليست كالجنة التي
يعطيها للآخرين، وأرجو أن تكون هذه الجنة جنة اللقاء، وأرجو أن يستضيفكم المشتري
عنده، حيث أن أولياء الله في الدار الآخرة لا يرجون غير الله، حيث يصرفون النظر عن
نعم الجنة، ويرغبون في لقاء الحق تعالى، وأنتم حيث تضحون بأرواحكم وتتوجهون إلى
ساحات الحرب بهدف الشهادة وتدافعون عن الإسلام وتزرعون اليأس في الدول الطامعة في
هذا البلد، إنما تقومون بعمل قيم ونفيس جدا، لكن الأفضل من ذلك هو إخلاصكم
وإيثاركم في سبيل الله، فهو أسمى من كل قيمة لكم. ولا يمكن قياس هذا الإيثار والإخلاص
في ميزان عالم الغيب بل يقاس ويعرف عند الله تعالى) [1]
وهكذا
نراه في حديثه مع العمال والطلبة والمسؤولين وكل الجهات يدعوهم إلى الإخلاص،
والتوجه بصدق لله، وعدم انتظار أي جزاء من أحد، لأن المكاسب الحقيقية لا تتحقق إلا
لمن صدق مع الله، وقصد وجهه الكريم.
وهكذا
نرى خليفته الولي الفقيه المعاصر السيد علي الخامنئي لا يدع مناسبة إلا