الإخلاص
ولديه الاعتماد على الله، ويعلم أنّ الله تعالى سيغلّب هذا الهدف، لأنّه قال:
﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات: 173]، وكثير من
هؤلاء الجنود الغالبين يسقطون شهداء في ساحة الجهاد ويرحلون، ورغم ذلك قال:
﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، فالغلبة لهم رغم ذلك) [1]
وهو
يذكر في مواطن كثيرة أن كل ما تحقق لإيران من انتصارات على أعدائها الذين اجتمعوا
عليها يريدون سحقها لم يتحقق لولا إكسير الإخلاص والصدق الذي تحلى به أبناء الشعب
الإيراني؛ فصبروا على الحصار، وقدموا كل شيء من أجل الدفاع عن وطنهم؛ فيقول: (بلطف
الله وبسبب جهاد الجماهير وإيمانهم وإخلاصهم فقد فشلت جميع الحسابات الدوليّة. هذا
هو فعل الله، وإلاّ فمن الّذي قام بذلك؟ أنتم؟ وهل هناك من يُمكنه أنْ يدّعي أنّه
قام بذلك؟ كلّا، لا أحد يُمكنه ذلك. إنّ الحركة المخلصة والجهاديّة للجميع هي الّتي
فعلت ذلك. كما أنّ انتصار الثورة الإسلاميّة ليس لأحدٍ ما أنْ ينسبه لنفسه.
والإمام الخميني بعظمته وبشخصيّته وقيادته الّتي لا تُجاريها أيّة قيادة معاصرة في
العالَم، وله كلُّ الحقّ في أعناقنا، لكنّه لم ينسب النصر لنفسه أبداً. وإذا
دقّقنا في الأمر لوجدنا أنّ الأمر كذلك، لأنّه كان يُشكِّل في الحقيقة وسيلة
إلهيّة للناس. فحركة الناس العظيمة والإخلاص والتضحيات أدّت إلى الانتصار هنا.. فالقدرة
الإلهيّة طريقها الإخلاص. عليكم أنْ تخطوا هذه الخطوة بالإخلاص والتسامح والوحدة
والأخوّة، ولا يتحرّك أحدٌ لنيل السلطة، وليتحرّك الجميع في سبيل الله، وأنْ تكون
النيّة لله في كلِّ عمل، فإنْ أضحت الأمور هكذا، فإنّ الله تعالى سيُبارك هذه
الخطوة ويجعلها على أفضل وجه)[2]
وبناء
على هذا يذكر أن الإخلاص هو الترياق الذي تحل به المشاكل، وتفتح به كل
[1] توجيهات
أخلاقية (ص: 28)، والخطاب ألقاه خلال لقائه بأعضاء الحرس والتعبئة (22/ 11/1998 م)