أن
نصرفها عن ظاهرها أو لا ننظر فيها نظر الفهم) [1]
ويضرب
مثلا على ذلك بما ورد في القرآن الكريم من ذكر [لقاء الله]، والذي راح المتكلمون
يحجبون عنه ـ كما يذكر ـ بسبب ما ارتبط به من التشبيه الذي وقعت فيه بعض المدارس،
أوتعلق به العوام؛ فيقول: (قد وردت الآيات الكثيرة الراجعة إلى لقاء الله ومعرفة
الله، ووردت روايات كثيرة في هذا الموضوع مع كثير من الإشارات والكنايات والصراحات
في الأدعية والمناجاة للأئمة؛ فبمجرد ما نشأت عقيدة في هذا الميدان من العوام
وانتشرت بأن طريق معرفة الله مسدود بالكلية، فيقيسون باب معرفة الله ومشاهدة جماله
على باب التفكر في الذات على الوجه الممنوع بل الممتنع، فإما أن يؤوّلوا ويوجّهوا
تلك الآيات والروايات، وكذلك الإشارات والكنايات والصراحات في أدعية الأئمة
ومناجاتهم، وإما ألاّ يدخلوا في هذا الميدان أصلاً ولا يعرّفوا أنفسهم بالمعارف
التي هي قرّة العين للأنبياء والأولياء، فممّا يوجب الأسف الشديد لأهل الله أن
باباً من المعرفة الذي يمكن أن يقال إنه غاية بعثة الأنبياء، ومنتهى مطلوب
الأولياء قد سدّوه على الناس بحيث يعدّ التفوّه به محض الكفر وصرف الزندقة) [2]
وهو
يذكر أن سبب هذا الموقف يعود إلى أن (هؤلاء يرون معارف الأنبياء والأولياء في ما
يختص بذات الحق تعالى وأسمائه وصفاته مساوية لمعارف العوام والنساء فيه، بل يظهر
من هؤلاء أحياناً ما هو أعظم من ذلك فيقول أحدهم: إن لفلان عقائد عامية حسنة فيا
ليت لنا مثلما له من العقيدة العامية.. وهذا الكلام منه صحيح لأن هذا المسكين
يتفوّه بهذا الكلام قد أخرج من يده العقائد العامية ويرى معارف الخواص وأهل الله
باطلة، فهذا التمني