إلى
القرآن من ورائها، ولا يتوقف في شيء من هذه الحجب ولا يتأخر عن قافلة السالكين ولا
يحرم من الدعوات الحلوة الإلهية، ويستفاد عدم الوقوف وعدم القناعة إلى حدّ معين من
نفس القرآن) [1]
وهو
يستشهد لهذا بما وقع للأنبياء عليهم السلام، والذين لم ينشغلوا بما عندهم من
العلوم عن سؤال المزيد، يقول: (فموسى الكليم مع ما له من المقام العظيم في النبوّة
ما اقتنع بذلك المقام وما توقف في مقام علمه الشامخ، وبمجرد أن لاقى شخصاً كاملاً
قال له بكل تواضع وخضوع: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا
عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾ [الكهف: 66]، وصار ملازماً لخدمته حتى أخذ منه العلوم
التي لا بد من أخذها، وإبراهيم لم يقتنع بمقام شامخ الإيمان والعلم الخاص للأنبياء،
بل قال: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى﴾ [البقرة: 260]،
فأراد أن يرتقي من الإيمان القلبي إلى مقام الاطمئنان الشهودي، وأعظم من ذلك أن
الله تبارك وتعالى يأمر نبيّه الخاتم وهو أعرف خلق الله بالكريمة الشريفة
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]، فهذه الأوامر في الكتاب
الإلهي ونقل هذه القصص لأن نتنبّه ونستيقظ من نوم الغفلة) [2]
ومن
الحجب التي دعا الخميني إلى رفعها حتى يتحقق السالك بالحقائق القرآنية، ويمد يده
إليها [حجاب الآراء الفاسدة والمسالك والمذاهب الباطلة]، وهو يذكر أن مصدره هو التبعية
والتقليد، ويضرب مثالا على ذلك؛ فيقول: (مثلاً إذا رسخ في قلوبنا اعتقاد بمجرّد
الاستماع من الأب أو الأم أو من بعض جهلة أهل المنبر تكون هذه العقيدة حاجبية
بيننا وبين الآيات الشريفة الإلهية، فإن وردت آلاف من الآيات والروايات تخالف تلك
العقيدة، فإما