الْأَلْبَابِ﴾
[ص: 29] إلى غير ذلك من الآيات الشريفة التي يطول ذكرها) [1]
وهو
لأجل تحقيق هذه المقاصد القرآنية يدعو إلى رفع الحجب الحائلة بين المؤمن الذي يريد
أن يتحقق بالعرفان والقرآن الكريمة، ذلك أن الهداية القرآنية تحتاج إلى توفر شروط
لتنزلها، يقول: (إذا علمت الآن عظمة كتاب الله من جميع الجهات المقتضية للعظمة،
وانفتح طريق استفادة المطالب منه؛ فاللازم على المتعلم والمستفيد من كتاب الله أن
يجري أدباً آخر من الآداب المهمة حتى تحصل الاستفادة وهو رفع موانع الاستفادة،
ونحن نعبّر عنها بالحجب بين المستفيد والقرآن) [2]
ثم
ذكر الأمثلة الكثيرة عن تلك الحجب، وكيفية رفعها، ومنها [حجاب رؤية النفس]، حيث (يرى
المتعلم نفسه بواسطة هذا الحجاب مستغنية أو غير محتاجة للاستفادة، وهذا من المكائد
الأصلية المهمة للشيطان من حيث إنه يزيّن للإنسان دائماً الكمالات الموهومة، ويرضى
الإنسان ويقنعه بما فيه، ويسقط من عينه كل شيء سوى ما عنده، مثلاً يقنّع أهل
التجويد بذلك العلم الجزئي ويزيّنه في أعينهم إلى حدّ يسقط سائر العلوم عن أعينهم،
ويطبّق في نظرهم حملة القرآن عليهم ويحرمهم من فهم الكتاب النوراني الإلهي
والإستفادة منه، ويرضى أصحاب الأدب بتلك الصورة بلا لبّ ويمثّل جميع شؤون القرآن
فيما هو عندهم، ويشغل أهل التفاسير المتعارفة بوجود القراءات والآراء المختلفة
لأرباب اللغة ووقت النزول وشأن النزول وكون الآيات مكية أو مدنية وتعدادها وتعداد
الحروف وأمثال تلك الأمور، ويقنع أهل العلوم أيضاً بعلم فنون الدلالات فقط ووجوه
الاحتجاجات وأمثالها حتى إنه يحبس الفيلسوف والحكيم والعارف الاصطلاحي في الغليظ
من حجاب الاصطلاحات والمفاهيم وأمثال ذلك، فعلى المستفيد أن يخرق جميع الحجب هذه
وينظر