فراغ
سياسي، لا بد من سده، فولدت جمهورية ارتجالية سريعة، سماها روح الله الخميني بسرعة
[جمهوري إسلامي] مستعيرا المصطلح العربي لملء الفراغ اللغوي في الفارسية التي لا
توجد فيها كلمة تصف النظام الجمهوري إلا الكلمة العربية، فيما لا يجادل أحد أن
كلمة [إسلامية] عربية، وهكذا بات ثلثا العنوان الرسمي للدولة عربيا (جمهوري إسلامي إيران)
ثم
يذكر ـ متأسفا ـ أن الأمر لم يقتصر على اسم الجمهورية الإسلامية الذي تعرب، بل وصل
إلى كل المحال، يقول: (قس على ذلك، فإن اللغة الرسمية التي سارت عليها الجمهورية
الفتية في مؤسساتها الثورية الوليدة نحت في الغالب إلى الفضاء اللغوي العربي لسد
الثغرات في اللغة الفارسية التي لم تعرف مؤسسات ودستور دولة جمهورية إسلامية من قبل ولم تصغ لها مفردات تناسبها، اختارت الجمهورية الإسلامية لنفسها
دستورا أسماه المشرعون [قانون
أساسي كشور]، وهكذا فإن ثلثي الوصف للدستور [قانون أساسي] عربي وما تبقى هي كلمة [كشور])
ويذكر
المدى الذي وصل إليه استعمال اللغة العربية في المحافل الرسمية؛ فقال: (لست بصدد
أن أؤسس هنا لبحث لغوي متخصص يرصد كل تحولات اللغة الفارسية وذوبانها عبر أربعة
عقود من عمر الجمهورية الإسلامية في اللغة العربية إلى درجة أنّ المصطلح الرسمي
والسياسي الإيراني بات في خطابه الرسمي يتعامل بنحو 65 بالمئة بلغة ومصطلحات
عربية، فهذا متروك لمراكز الأبحاث المتخصصة بالشأن الإيراني عبر العالم وهي كثيرة
ولكنها مؤسسات غائبة في العالم العربي الذي ما فتئ ساسته يحذرون من التمدد الفارسي
في الخليج وغيره!)
وبناء
على هذا راح يذكر متأسفا الكثير من الأمثلة التي حولت الإيرانيين إلى اللغة
العربية؛ فقال: (أريد أن أعرض بشكل سريع طيفا من التغيرات التي يتعامل بها
الإيرانيون كل يوم، ومن خلالها فقدوا أغلب هوية اللغة الفارسية الجميلة الثرية
بسبب حرص المؤسسة