إهمالا
شديدا، بل ظهرت الدعوات إلى كتابتها بالحروب اللاتينية مثلما حصل مع اللغة
التركية.
4 ـ
اهتمام النظام الإسلام في إيران باللغة العربية:
أغفل
الكاتب للأسف ذكر ذلك الاهتمام الكبير باللغة العربية الذي أبداه جميع قادة الثورة
الإسلامية، بل نص عليه الدستور نفسه، لدرجة أن القوميين الفارسيين ـ بعد نجاح
الثورة الإسلامية ـ راحوا يتهمونها بكونها ثورة على الفارسية لصالح العربية، وأنها
بذلك تريد أن تستأصل المقومات الفارسية.
ومن
أمثلة ذلك ما ورد في مقال بعنوان [حضارة إيران التي تتآكل وتصبح عربية: شوارع
طهران تتكلم عربي][1]، وهو مقال مهم جدا يقارن فيه كاتبه بين
الوضع الذي كانت عليه العربية إبان الشاه، والوضع الذي صارت إليه بعد نجاح الثورة
الإسلامية، وقد قال في مقدمته: (يعلن كثيرون بلا تحفظ أنّ إيران تسعى إلى إحياء
امبراطورية فارس ونشر نفوذها على مناطق العالم العربي خصوصا، وفي هذا الإعلان
المجاني سوء فهم تاريخي، بل وجهل شاسع بحقيقة الوضع في جمهورية إيران الإسلامية،
فإيران الإسلامية ستذوب في العالم العربي كما ذابت عشرات الأمم فيه تحت راية
القرآن والإسلام)
وبين
أسباب ذلك، فقال: (في اسمها الذي تُصرّ عليه دولة إيران، فقدت إيران (وتعني الكلمة
أرض الآريين) ثلثي هويتها الفارسية وتحولت إلى مجرد جمهورية إسلامية أخرى؛ فحين قامت ثورة الشعب ضد شاه إيران الذي حرص على بناء مجد بهلوي يستلهم المجد الساساني القاجاري، أراد الشعب أن يغادر النظام الملكي إلى نظام جمهوري بأيّ ثمن، وما إن ركب الإسلاميون ظهر الثورة حتى سقط الشاه، ووجد الشعب
والإسلاميون أنفسهم أمام
[1] حضارة
إيران التي تتآكل وتصبح عربية: شوارع طهران تتكلم عربي ، ملهم الملائكة، موقع
العرب، 7/2/ 2016..