التي
تؤمن صدق الشياع، وكونه مفيدا حقيقة لليقين العلمي، وذلك عبر (تشكيل مجلس حاشد من
أهل الخبرة العدول، وبالتالي يمكن من خلال إيكال الأمر إلى هؤلاء تحصيل العلم أو
الإطمئنان بكفاءة الشخص المعين للولاية، أو بأفضليته إن كنا نبحث عن الأفضل.. ومع
تحصيل العلم أو الإطمئنان من قول أهل الخبرة بالأفضلية لا يضر حينئذ أي قول معارض،
لأن قول هذا المعارض هو في أحسن الحالات لن يفيد أكثر من الإحتمال الضعيف الذي لا
يعتني به عقلائياً)[1]
وميزة
هذا المجلس ـ وهو ما يسمى في إيران [مجلس الخبراء] ـ هو كونه مجلسا منتخبا من طرف
الشعب، وبذلك يكون للشعب، ولو بطريق غير مباشر، دورا في تحديد الولي الفقيه، وهذا
له دور كبير في تشخيص من توفرت فيهم الكفاءة العلمية والخلقية لهذا المنصب الرفيع،
ذلك أن هذا الانتخاب يستدعي أن يكون الفقيه صاحب سمعة طيبة، وأخلاق عالية، وقدرات
على فهم المجتمع، وبذلك يُعزل عن هذا المنصب الرفيع كل من لم تتوفر فيه هذه الشروط
الأساسية.
وقد
بين العاملي مزايا هذه الطريقة، وإن كانت لم تستعمل في التاريخ الإسلامي إلا بعد
الثورة الإسلامية الإيرانية؛ فقال: (وهذا الذي قلناه يقتضي أنه لا يكفي أن يكون
الشخص المطروح للولاية غائباً عن علم الناس وخبرائهم، كما لا يكفي أن يكون معروفاً
عند القلة القليلة منهم، بل لابد من أن تعترف معظم الأمة به وقبولها لقيادته، وذلك
إما من خلال معرفتها التامة به، أو من خلال شهادة كثيرين من أهل الخبرة المرضي
عنهم من قبل الأمة بكفاءته وأهليته، أو من خلال تعينه من بين الفقهاء بذلك) [2]
وبهذا
استطاع هذا النظام أن يحتمي من أكبر أسباب الاستبداد والتسلط، وهو تصدي