خاضعة أمام القرآن
الكريم، وتستلهم الدروس منه، وتروم الاقتراب منه، هذه فرصة على جانب كبير من الأهمية، لقد حاول أعداء الإسلام وأعداء القرآن الكريم إبعاد الشعوب المسلمة عن
بعضها وفصلها، بل وجعلها تتواجه وتتعادى فيما بينها بعض الأحيان. هذا ناجم عن
الغفلة عن القرآن. حينما تكون جميع الشعوب المسلمة مؤمنة بهذا الكتاب السماوي وهذه
الرسالة السماوية وهذه الهدية الإلهية العظيمة فما سيكون أفضل منها وسيلة للاجتماع والاتحاد؟ لنجلس جميعنا
على هذه المائدة المعنوية ونتزوّد منها فهذا من أسباب العزة والقدرة الإسلامية والإلهية)
ثم ذكر سبب ذلك،
فقال: (لدينا غفلتان: إحداهما الغفلة عن أن القرآن الكريم وسيلة لاجتماع المسلمين،
والثانية الغفلة عن الاعتقاد بالمفاهيم القرآنية والاعتراف بما وعدنا الله تعالى
به في القرآن الكريم. يجب أن نؤمن بالوعود الإلهية. إذا آمنا بالوعود الإلهية
فسينفتح الطريق أمام الأمة الإسلامية نحو العزة والوحدة والاقتدار وتتخلص من
التخلف)
ثم راح يستعرض
ما قرئ من آيات قرآنية في ذلك المجلس، ويعقب عليه، ومن أمثلة ذلك قوله: (الآيات
التي تلاها الآن هذا الأستاذ المصري المحترم:﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ
غَالِبَ لَكُمْ﴾. إذا نصركم الله فلن تستطيع أية قدرة الانتصار عليكم.
﴿وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ﴾.
إذا لم ينصركم الله ولم يمدد لكم يد العون فمن سيعينكم؟ إنه سطر مشرق متألق. لتكتب
الشعوب هذا السطر وترفعه راية تضعها أمام أنظارها وفوق رؤوسها. ﴿إِن
يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ﴾. إذا نصركم الله فلن تقدر أية قوة على أن تتغلب عليكم. فما نفعل حتى ينصرنا الله؟ هذه مسألة. ماذا يجب أن نفعل حتى تشملنا النصرة الإلهية؟ هذا أيضاً يذكره لنا القرآن الكريم: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾،
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾)
وفي مجلس آخر من
جلسات الأنس بالقرآن الكريم، قال: (لقد كانت جلستنا اليوم