نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 148
ثم تساءل بناء
على هذا قائلا: (أفيقال أنّ أهل السنة ينكرون قداسة القرآن ؟ أو يعتقدون نقص
القرآن لرواية رواها فلان ؟ أو لكتاب ألفه فلان ؟ فكذلك الشيعة الإمامية، إنما هي
روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بعض كتبنا)[1]
وما ذكره للأسف
صحيح، فقد روى ابن أبي داود بسنده إلى ابن شهاب الزهري، أنه قال: (بلغنا أنه كان
أنزل قرآن كثير، فقتل علماؤه يوم اليمامة الذين كانوا قد وعوه ولم يعلم بعدهم ولم
يكتب)[2]
وروى عبد الرزاق
الصنعاني في المصنف عن سفيان الثوري، وهو من أئمة السلف قوله: (وبلغنا أن أناسا من
أصحاب النبي a كانوا يقرؤون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من
القرآن)[3]
وروى الحافظ ابن
عبد البر عن مجاهد قال : (كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول، ولقد ذهب يوم
مسيلمة قرآن كثير، ولم يذهب منه حلال ولا حرام)[4]
وروى الذهبي في
[تاريخ الإسلام] عن الزهري أنه سئل عن التقديم والتأخير في الحديث، فقال : (هذا
يجوز في القرآن فكيف به في الحديث إذا أصيب معنى الحديث فلا بأس)[5]
وروى عبد بن
حميد عن محمد بن سيرين أنه سئل كيف تقرأ هذه الآية {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ
قُلُوبِهِمْ}(سبأ: 23)، أو ( فرغ عن قلوبـهم ) قال : {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ
قُلُوبِهِمْ}، قال : فإن
[1] مجلة رسالة الإسلام العدد
الرابع من السنة الحادية عشرة ص 382 و 383.
[2] المصاحف لأبي بكر بن أبي
داود ص31، وفي طبعة قطر المحققة من محب الدين واعظ في المجلد1ص216ح81 نص على صحة
الأثر عن الزهري.