نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 130
بل إنهم لا
يكتفون بذلك، وإنما يضيفون إليهم الكثير من المتأخرين الذين يعتبرونهم سلفا، ويحكمون
لهم بحكم السلف رغم تلك الحواجز الزمني، ومن الأمثلة على ذلك قول عماد الدين
الواسطي في ابن تيمية: (والله، ثم والله، لم يُرَ تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن
تيمية، علماً، وعملاً، وحالاً، وخلُقاً، واتِّباعاً، وكرماً، وحلْماً، وقياماً في
حق الله تعالى عند انتهاك حرماته، أصدق النَّاس عقداً، وأصحهم علماً وعزماً، وأنفذهم
وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه همةً، وأسخاهم كفّاً، وأكملهم اتباعاً لسنَّة محمد a، ما رأينا في عصرنا هذا مَن تستجلي النبوة
المحمدية وسننها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل يشهد القلب الصحيح أن هذا هو
الاتباع حقيقة)[1]
وهذا الوصف الذي
ذكره الواسطي، والذي تعتقده السلفية في ابن تيمية، هو نفسه الذي تعتقده الشيعة في
أئمتها، ولذلك لا مبرر لكل تلك الشدة عليهم.
بل إن السلفية
لا يكتفون بذلك، وإنما يجعلون أئمتهم قسماء للجنة والنار، فمن لم يعتقد فضلهم ولم
يسلم لهم أو راح ينتقدهم، فإنه عندهم ضال كافر ليس له مأوى إلا جهنم، كما نص على ذلك الشيخ ابن عثيمين حين ذكر أنه
يشهد لابن تيمية بالجنة، ويشهد لأعدائه بالنار، فقال في [شرح رياض الصالحين]:
(وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أجمع الناس على الثناء عليه إلا من شذ، والشاذ
شذ في النار، يشهد له بالجنة على هذا الرأي)[2]
بناء على هذا
نحاول في هذا المبحث أن نذكر بعض القضايا الكبرى التي يكفر من خلالها المغرضون
الإيرانيين وخصوصا الشيعة منهم، معتمدين في ذلك على ما ورد في رسالة خطيرة كانت من
أول السهام المسمومة المصوبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بداية اعتمادها
لنظام ولاية الفقيه.