نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 131
وللأسف فإن مؤلف
هذه الرسالة رجل من أبناء الحركة الإسلامية، ممن يزعم أنه صاحب مشروع لإقامة
الدولة الإسلامية، بينما راح يغدر بالدولة التي تدعو إلى نفس ما يدعو إليه.
وهذا الداعية هو
الشيخ سعيد حوى في كتابه (الخميني: شذوذ في العقائد ..شذوذ في المواقف)، والذي حمل
فيه حملة الشديدة، لا على شخص الخميني فقط، وإنما على كل الشيعة، وذلك رغم أنه
ينتمي لمدرسة (الإخوان المسلمين) التي كان مؤسسها، والكثير من أتباعه يتبنون
التقارب بين المذاهب الإسلامية.
لكن سعيد حوى ـ
رغم ما يدعيه من تصوف ـ تكلم بلسان السلفية، ولا عجب في ذلك، فقد كتب كتابه، وهو
في السعودية، في فترة حقدها الشديد على إيران خشية من تصديرها للثورة إليها أو إلى
سائر دول الخليج.
وكعادة الحركيين
في تبنيهم لنظرية المؤامرة بشكلها المعكوس، فقد راح يتصور أن الثورة الإسلامية في
إيران مؤامرة ضد الصحوة الإسلامية، فقد قال في مقدمة رسالته: (وقد تحقق أعداء
الإسلام من خطورة هذه الصحوة الإسلامية الرشيدة على مصالحهم، وأنها القاضية
الماحقة لغاياتهم التي خططوا لها زماناً، فأعادوا لعبتهم القديمة الجديدة، وتشاور
كهنة المجوس وأحبار اليهود يريدون الكيد للإسلام وأهله، وبان لهم بأن تشويه هذه
الصحوة الواعية وحرفها عن مقاصدها النبيلة الكريمة أفضل وسيلة وأنجح طريق لضربها
وإخراجها من مضمونها الإسلامي السليم تحريفاً لغاياتها وتدميراً لاسسها، فسلطوا
عليها من المتظاهرين بالإسلام قوماً، علّهم يحققون لهم ما خططوا له وبيتوا من سوء
ليغتالوا الوليد في مهده وأول نشأته ونمائه )[1]
[1] الخميني: شذوذ في العقائد
..شذوذ في المواقف، سعيد حوى، ص3.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 131