نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129
عليه [أصول
المذهب]، أي أنه لا يمكن أن يكون الشخص شيعيا اثنا عشريا، وهو لا يعرف الأئمة، أو
لا يسلم بكونهم أئمة موصى بهم.
وهذا مما لا حرج
فيه، فلكل مذهب خصوصياته، وعقائده الخاصة، التي من لم يسلم لها، أو يعتقد بها،
يعتبر خارجا من ذلك المذهب، فالأشعري الذي لا يلتزم بالعقائد التي اختص بها
الأشاعرة، ويوافق الماتريدية في مقولاتهم، لا يخرج من الإسلام ـ كما ينص الأشاعرة
ـ وإنما يخرج من الأشعرية إلى الماتريدية.
وهكذا الصوفي
الذي ينتقل من القادرية إلى النقشبندية لا يخرج من الإسلام، وإنما يخرج من طريقة
كان يسلم لها، ويعتقد أنها المنهج الأكمل في التربية إلى طريقة أخرى.
ولو أن السلفية
التزموا هذا المعنى عند نصهم على تلك الخلافات الفرعية، واعتبروها من أصول المذهب
لكان ذلك مقبولا لا حرج فيه، فالأمة كما أتيح لها أن تتفق في الكثير من المشتركات،
أتيح لها كذلك أن تختلف في بعضها، ولكن من غير أن يكفر بعضها بعضا.
ولهذا، فإن الشيعة
يتفقون مع سائر المسلمين في جميع العقائد، ويضيفون إلى ذلك اعتقادهم في أئمتهم
باعتبارهم أئمة هدى، وأنهم الموصى بهم من رسول الله a،
وأنهم سفينة النجاة، ونحو ذلك من العقائد، التي نجدها عند الفرق الإسلامية
المختلفة عند تعديدها لفضائل أئمتها، واعتبارهم سفينة نجاة، وأن الهدى في كلامهم.
وقد ذكرنا أن
السلفية أكثر من يقول بهذا، خصوصا عند ذكرهم للإمام أحمد أو ابن تيمية أو ابن عبد
الوهاب، بل إن لقب [السلفية] لم يطلق عليهم إلا لتعظيمهم لسلفهم، وهو لا يختلف عن
لقب [الاثنا عشرية] إلا في فارق بسيط، وهو أن [الاثنا عشرية] تقصر السلف والهداية
المرتبطة بهم على اثني عشر إماما، بينما [السلفية] تتجاوز ذلك الرقم بكثير، بل تصل
به إلى عشرات الآلاف.. لأن كل الصحابة ومن عاصرهم أو من عاصر من عاصرهم يعتبر
عندهم إماما يمكن تلقي الدين عنه.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129