انطلاقا من
هذا، فإن النصوص الكثيرة تدل على أن هذا الأصل يقوم على ثلاثة أركان لا غنى لأحدها
عن الآخر، هي: التكافل، والتناصح، والتناصر.
ووجه الحصر
فيها: أن المؤمن إما أن يكون محتاجا، فيعان، أو جاهلا أو منحرفا، فيعلم وينصح، أومظلوما،
فينصر.
وكل ما عدا
هذه الثلاثة يدخل فيها بوجه من الوجوه، ولذلك سنتحدث عنها هنا باختصار مشيرين إلى
اهتمام الشرع بها، أما كيفيات تنفيذها، فلها محالها الخاصة بها.
وقد يشير إلى
هذه الأركان الثلاثة مجتمعة قوله تعالى: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي
مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ
مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾
(البلد:11 ـ 17)
فقوله تعالى:
﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴾ يشير إلى النصرة، لأن أعظم نصر للمؤمن لأخيه أن
يفك رقبته من قيد من استعبده.