نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 484
وأخطائهم، أن
رجلا من الفتيان تزوج امرأة، فلما دخلت عليه رأى بها الجدري، فقال: اشتكيت عيني،
ثم قال: عميت، فبعد عشرين سنة ماتت، ولم تعلم أنه بصير، فقيل له في ذلك، فقال:(كرهت
أن يحزنها رؤيتي لما بها)، فقيل له:(سبقت الفتيان)
ومثل ذلك أن
امرأة سألت حاتما عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة، فخجلت، فقال
حاتم:(ارفعي صوتك)، فأوهمها أنه أصم، فسرت المرأة بذلك، وقالت:(إنه لم يسمع الصوت)
فلقب بحاتم الأصم.
واستضاف رجل
جماعة من الفتيان، فلما فرغوا من الطعام خرجت جارية تصب الماء على أيديهم، فانقبض
واحد منهم، وقال:(ليس من الفتوة أن تصب النسوان الماء على أيدي الرجال) فقال آخر
منهم:(أنا منذ سنين أدخل إلى هذه الدار، ولم أعلم أن امرأة تصب الماء على أيدينا
أو رجلا)
وقدم جماعة
فتيان لزيارة فتى، فقال الرجل:(يا غلام قدم السفرة)، فلم يقدم، فقالها ثانياوثالثا
فلم يقدم، فنظر بعضهم إلى بعض، وقالوا:(ليس من الفتوة أن يستخدم الرجل من يتعاصى
عليه في تقديم السفرة كل هذا)، فقال الرجل:(لم أبطأت بالسفرة)، فقال الغلام:(كان
عليها نمل، فلم يكن من الأدب تقديم السفرة إلى الفتيان مع النمل، ولم يكن من الفتوة
إلقاء النمل وطردهم عن الزاد، فلبثت حتى دب النمل)، فقالوا:(يا غلام مثلك يخدم
الفتيان)
قال ابن
القيم:(ومن الفتوة التي لا تلحق ما يذكر أن رجلا نام من الحاج في المدينة، ففقد
هميانا فيه ألف دينار، فقام فزعا فوجد جعفر بن محمد، فعلق به وقال:(أخذت همياني)،
فقال:(أي شيء كان فيه؟)، قال:(ألف دينار)، فأدخله داره، ووزن له ألف دينار، ثم إن
الرجل وجد هميانه، فجاء إلى جعفر معتذرا بالمال، فأبى أن يقبله منه، وقال:(شيء
أخرجته من يدي لا أسترده أبدا)، فقال الرجل للناس:(من هذا؟)،
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 484